الصحة والبيئة// التنموية - الحلقة 1:
ملحان المحويت.. إحدى أهم وأجمل المحميات الطبيعية اليمنية وتقع في محافظة المحويت..
في موسم الشتاء ترتدي الثياب الأخضر متزينة بجمال الرب.. مثمرة بخيراتها الزراعية.. متنعمة بنقائها.. متألمة بحرمانها.. متعذبة بمعانات أبنائها.
تظل مبتسمة بما وهبها الخالق، لكنها تخفي وراء ابتسامتها الربانية هذه، معاناة وحرمان.. نفوذ وطغيان.. فساد وعدوان.. ظلم وظلام.. موطنٍ عذب، ومواطنٍ معذّب.. مجتمعٍ معزولٍ عن الحياة.. خدمات منهوبة، ومجالات مفقودة.. مقومات مأهولة.. ومطامع مدعومة.. "أبنائها.. في سجنٍ بلا جدران"..
أبرزها "التعليم، الصحة، الغذا، الكهرباء، الطرقات".
إلى جانب رُصد لهذه المحمية عدداً من المشاريع بتمويل من البنك الدولي ومنظمات خارجية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والبرنامج الإنمائي للمفوضية السامية، غير أن نافذيها وفقاً لوصف أبنائها بالإجماع، لم يقفون عائقاً أمام تحقيق كل أحلامهم فقط، بل نجحوا في تحقيق أطماعهم على حساب أبناء هذا المجتمع.. مصادرين مشاريع وخدمات لم يكن لهم نصيباً منها..
وفي ظلال فساد رسمي ونفوذ اجتماعي مشترك يتواجد هذا النفوذ في كل جانب من جوانب الخدمات.
يؤكد مشائخ ومبادرين من أبناء المنطقة ممن قدموا من أموالهم عطاءاً لمنطقتهم ومحميتهم: "حتى ما قدمناه نحن فمنه ما صودر ومنه ما أُوقف".
ويتفق الكثير من أبناء المنطقة بالإجماع: "أصبحت ملحان محمية طبيعية من التنمية، وعزلتنا العصافرة موطنٍ معزول عن الحياة".
دائرة الصحافة الإلكترونية وعبر جميع المواقع الأخبارية اليمنية الرسمية والمستقلة والخاصة ومنها التابعة للمنظمات الخارجية، بعد أن تلقت جملة من الشكاوي والوثائق، واستطلعت رأي الأهالي والمشائخ والمبادرين، وكواجباً انسانياً ووطنياً وأخلاقياً، خصصت لهذه المحمية الطبيعية من المشاريع والمعزولة عن الحياة والمحاصرة عن الخدمات، حلقات خاصة تتضمن كل حلقة معاناة الناس في كل جانب، وكشف من وقف ويقف ورائها سواءً كانت صفاتهم.
وفي هذه الحلقة الأولى، وهي كمقدمة، تتضمن موجز لكل مجال من المجالات التي يعيشها أبناء المنطقة حرمانها ومعاناتهم، ليس إلا منذ زمن ليس بقصير.
الصحة.. مبادرات ومشاريع منتهكة:
من أهم وأبسط الخدمات الأساسية التي تفتقر إليها كمنطقة نائية، هو انعدام خدمات الجانب الصحي..
فمشروع الوحدة الصحية التي بادر أحد مشائخ المنطقة وهو وفقاً لأبناء المنطقة الشيخ صادق المدوره بالتنازل عن بيته وخصصه مبنى شعبي كمبنى حكومي لمشروع وحدة صحية، بدلاً عن قيام المسؤلين المعنيين بالمحافظة والمديرية تحديداً بدعمه كمشروع صحي إنساني خدمي، يتألم أبناء المنطقة بوصفهم الجانع لهذا المشروع "يافرحة ماتمت".
للحديث بقية ضمن حلقة خاصة بالتعليم في المنطقة.
مأساة التعليم.. 20 عاماً من المعاناة والفساد:
لم تحظى عزلة العصافرة تحديداً بنصيبها من الحق التعليمي كأهم الخدمات الأساسية لأبناء المنطقة..
وإن وجد فوجود مدرسة 22 مايو بالمدورة عزلة العصافرة ملحان المحويت تاريخي بجهود أبناء العزلة، لذا تمثل قصة ألم عنوانها في الحلقة القادمة "معانات الطالب.. بين برد الشتاء وحر الصيف وتساقط الأحجار".
وكما تظهر بطلبتها فلذة أكباد المجتمع وجيل المستقبل في صفوف منها مسقوفة بالخشب، ومنها في العراء، بنيت بتعاون بين الأهالي دون تدخل الدولة حينها ودون انتصار لحقوقهم ووطنيتهم حتى الآن.
يقول أحد مشائخ المنطقة، الذي يحظى باحترام وتقدير شعبي هناك:
هنا وهناك مساعي لبناء المدرسة كمبادرات وتعاون، غير أن نفوذ الفاسدين وفساد النافذين هما التحدي المشترك، والعائق الكبير، والمتسبب الوحيد بحرمان العزلة والمنطقة من أبسط الخدمات.
ويتابع: تسببوا في ايقاف تنفيذ عدد من المشاريع، وأبرزها هنا دعم التعليم وبناء مبنى مدرسة.
ويؤكد أبناء العزلة بالإجماع: هؤلاء ركبوا الموجه باسم مشروع بناء مدرسة ليستجلبوا لهم المال، فصادروا حق من حقوق الأمة في هذه العزلة وليعزلوها عن التعليم وبقية الخدمات.
للحديث بقية ضمن حلقة خاصة بالتعليم في المنطقة.
السياحة.. محمية طبيعية من المشاريع:
كانت منطقة ملحان على موعد مع تنمية سياحية تثمر مردوداً اقتصادياً وقومياً للبلد فضلاً عن كونها محمية طبيعية، غير أن فساد النافذين بما فيهم المعنيين وضمن طغيانهم أبوا إلا أن يعزلوها عن هذه التنمية بسياسات أطماعهم، متسللين إلى البنك الدولي باسم السياحة ليتولوا مهمة استلام الدعومات والتمويل من البمك والمنظمات الخارجية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والبرنامج الإنمائي للمفوضية السامية بهدف توفير مخيمات للنازحين واللاجييئن وتحت مسميات الكوارث، والعدف كماهو واقع تحويل المخيمات إلى مزارع للدواجن.
وزير السياحة أحمد العليي، كانت زيارته لمحمية ملحان في 2020 مبشّرة بتنمية طبيعية فيها، إذ وجه بتنفيذ الخطة الخمسية في البنية التحتية والمشاريع الإنسانية والبيئة والنقدية، غير أن مافيا الفساد من أبناء المتطقة وبتعاون مشترك من الجانب الرسمي يتواجدون بنفوذهم في كل جانب من جوانب الخدمات للإستيلاء على كل مشروع، وهنا وقفوا متاجرين باسم المحمية.. مصادرين دعم مشروع الإستجابة الطارئة من البرنامج الإنمائي لدعم النازحين واللاجئيين والكوارث وعبر مشروع الأشغال تحديداً، ولتظل ملحان محمية طبيعية من المشاريع.
لهذا لجأ أبناء المنطقة إلى توحيد طاقاتهم الذاتية ملتفين حول خدمة منطقتهم ومبادرين بتكاتف مشترك وإن كان ظئيلاً، من خلال قيامهم بعمل رصف طريق السحاري المدورة وبني يحيى العصافرة ملحان المحويت.
للحديث بقية ضمن حلقة خاصة بالمحمية في المنطقة.
التلوث البيئي.. مزرعة الدواجن:
تتحدث شكاوي أبناء المنطقة الموجهه للجهات الرسمية ومنها قيادة المحافظة والقضاء، عن تضررهم وتضرر محمية ملحان الطبيعية بتلوث بيئي الناتج عن ما تسببه مزارع الدواجن الواقعة في قلب المحمية من تلوث بيئي.
ووفقاً لشيخ المنطقة صادق المدوره بأن وجود هذه المزارع في قلب المحمية ممنوع بقرار من مجلس الوزراء، وطالب مراراً طلب من الجهات المعنية بإزالتها وفقاً لقرار مجلس الوزراء ضمن حماية المحميات الطبيعية من التلوث.
وأشار الشيخ المدوره إلى أن هذه القضية البيئية رُصد لها مشروعاً عبر الأشغال العامة ولم يتم تنفيذه.
للحديث بقية ضمن حلقة خاصة بخدمات البيئة للمحمية في المنطقة.
الأشغال.. مشاريع متوقفه:
مشروع الحماية الإجتماعية، هو أحد أبرز المشاريع التنموية الذي أُعتمد للمنطقة ورُصد له تكلفة التنفيذ ونفقات تشغيلية عبر السلطة المحلية، غير أن تنفيذه توقف بتلاعب وتقاسم مشترك بين السلطة المحلية ومقاول ومهندسيين المشروع وفقاً لشيخ المنطقة الذي يواجه مضايقات بسبب موقفه ودوره التنموي في خدمة مجتمعه حد قوله.
وهنا تولت السلطة المحلية استلام المشروع العام الماضي وحددت مع المقاول المنفذ والمهندسين مدة التنفيذ أربعة أشهر، وحتى الآن يفيق أبناء المنطقة على حلم واقعي هو كابوس نصفي يتمثل في تعثر نصف المشروع، مع تعمد غياب دور الرقابة على العمل وضبط المتورطين بمافيهم غياب المقاول والمهندسيين عن التنفيذ.
وإلى مشروع الطريق، وهو أحد مشاريع المدوره وبني يحيى العصافرة ملحان المحويت، وتكلفته 95 ألف دولار، تعرضت نصف التكلفة لمصادرتها، وما نفذ منه هو 800 متر فقط ودون دراسة.
للحديث بقية ضمن حلقة خاصة بخدمات الأشغال للمحمية في المنطقة.
الكهرباء.. مصادرة نور، وتصدير ظلام:
أُعتمد لأبناء ملحان المحمية خدمة الكهرباء، ورُصد لها اعتماد مقابل توفير مولدات كهرباء، وحُدد مقرها "وادي سيف"، وكُلف بمهمة المتابعة مشرفين شرفاء من أنصار الله وفقاً لشيخ المنطقة صادق المدوره،
ويؤكد أبناء المنطقة: "لكن للأسف، حتى اليوم لم نجد شيئاً من هذا، منذ إيصال المولدات وتجهيزها، وكان سبب توفيرها مبادرة شيخ المنطقة صادق المدوره".
للحديث بقية ضمن حلقة خاصة بخدمات الكهرباء للمحمية في المنطقة.
المساعدات والإيواء الإنساني.. خيبة أمل:
يؤكد مواطنين ومنهم متضررين في عزلة العصافرة بمحمية ملحان نزول منظمة رؤيا أمل إليهم بالشراكة مع المجلس النرويجي بهدف دعم النازحين واللاجئين والمتضررين من الحرب والكوارث والسيول: "وأجرت مسحاً على جميع الحالات عندنا.. لكن منذ نزولهم، لم نجد شيئاً من المساعدات الإنسانية والإيوائية والنقدية والغذائية، وكإننا إما لا نستحق، وإما اعترضها النافذين".
للحديث بقية ضمن حلقة خاصة بالمساعدات الإنسانية للمتضررين في المنطقة.
……………………………………………………………………
للمشاركات والاستفسارات والتواصل، أو للبلاغات والنشر والمقترحات والمبادرات، وغير ذلك، متاح من خلال التواصل على: 777098281
………………………………………………………………………
إرسال تعليق