الصحة والبيئة// الجيولوجية/ كوارث وأوبئة.. رصد ومتابعات: أكرم الصمدي - محمد الهاملي - نورا علي:
عبر علماء جيولوجيين وبيئيين لموقع "الصحة والبيئة" عن توقّعاتهم لما ينتظر منطقة البحر المتوسط في مدى غير بعيد، مِن تغيّرات أخرى في المناخ.. واصفين هذا الحدث المرتقب بـ"ثورة بيولوجية"، وهي زلازل وبراكين قد تضرب منطقة البحر المتوسط تحديداً، وكوارث بيئية ناجمة عن ازدياد الانبعاثات الحرارية للغازات الدفيئة في الجو، وغيرها أنشطة بشرية عدة منها ممارسات صناعية وإنتاجية ضارة بالمناخ.
وكانت منطقة حوض البحر المتوسط شهدت العام الجاري، سلسلة قاسية من الأعاصير والفيضانات والزلازل المدمّرة، منها إعصار "دانيال" الذي ضرب اليونان ثم شمال ليبيا، وزلزال المغرب، وحدثا في شهر واحد هو سبتمبر الماضي، وخلَّفا آلاف القتلى والجرحى.
تهديدات صحية:
ويستهدف تغير المناخ جميع المجالات، وهنا يعد استهدافه لصحة الإنسان، فكثير من ملايين الناس في جميع أنحاء العالم، معرضين لعواقب ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض من خلال حرمانهم من حقوقهم الأساسية في الحياة والصحة والغذاء ومستوى معيشي لائق.
تلوّث الهواء:
إذا كانت مصادر وأسباب تلوث الهواء هي "الثوران البركاني، ورذاذ البحر، وغبار التربة، وحرائق النبات الطبيعية، والبرق، كمصادر طبيعية للتلوث، وكذلك"توليد الطاقة، والنقل، والصناعة، والتدفئة المنزلية، والطهي، والزراعة، واستخدام المذيبات، وإنتاج النفط والغاز، وحرق النفايات، والبناء، وأدخنة المصانع" كمصادراً بشرية للتلوث"، فإن التلوث بشكل عام يعذ مصدراً للإصابة بعديد أمراض خطيرة، منها الإصابة بأمراض تلف الرئة والربو ومرض الإنسداد الرئوي المزمن "COPD"، وسرطان الرئة، وبأمراض وأحداث القلب والأوعية الدموية الحادة ومرض الشريان التاجي.
كوارث طبيعية.. وأمراض معدية:
الكوارث الطبيعية، وهي نتيجة أخرى لتغير المناخ، مثل الجفاف والفيضانات والزلازل والحرائق، فهي أحداثاً متطرفة، تأثير كبير على صحة الناس الجسدية والعقلية والعاطفية، وقد يؤدي أيضًا إلى زيادة المراضة والوفيات المرتبطة بالأمراض المزمنة والأمراض المعدية من خلال التأثير على نظام الرعاية الصحية.
كوارث حتمية:
وخلص فريق الرصد والتوعية الوطني "الصحة والبيئة" رصده، آثار فيضانات إسبانيا واليونان وتركيا وبلغاريا وليبيا، الناتجة عن أمطار غزيرة للغاية، بأن "تغيّر المناخ الناجم عن النشاط البشري زاد من احتمال وقوع مثل تلك الأحداث 10 مرات، ورفع شدتها بنسبة تصل إلى 40 بالمئة في المنطقة، بما في ذلك اليونان وأجزاء من بلغاريا وتركيا".
وتضمن التقرير الذي أعده الفريق بأن "حدوث إعصار متطرّف مثل الذي لوحظ في ليبيا، أكثر احتمالا بما يصل إلى 50 مرة وأشد بنسبة تصل إلى 50 بالمئة، مقارنةً بمناخ أكثر برودة بمقدار 1.2 درجة مئوية".
مؤشرات ثورة بيئية:
ومن خلال هذه المتغيرات المناخية، يتوقّع أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيّرات المناخية أحمد ملاعبة، انفجار ما وصفها "بثورة بيئية وجيولوجية" في البحر المتوسّط نتيجة تغيّر المناخ.. مؤكداً بمؤشّرات لحدوث هذه "الثورة"، والتي تتمثل في التالي:
- زيادة الإحترار العالمي في الغلاف الجوي، وارتفاع حرارة الماء في البحر، مع وجود حركة تكتونية بسبب تيارات الحمل الحرارية في غلاف "الاستينوسفير" على عمق 100 كم تحت الغلاف الصخري "الليثوسفير".
- وصول درجة حرارة مياه البحر المتوسط إلى أكثر من 15 درجة مئوية، ومن النادر تكوين أعاصير في مثل درجات الحرارة هذه، ورغم بدء فصل الخريف نظريا فإن الأجواء لا تزال حارة.
- استمرار تصادم الصفيحة الإفريقية مع الصفيحة الأوراسية، وعدم توقف الهزات الأرضية، لتكن دول شمال المتوسط وتحديداً اليونان على موعد مع حدوث زلزال مدمّر.
- حدوث 3 براكين في البحر الأيوني، ينذر بانفجارات بركانية قريبة وسط البحر تحت الماء، قد تسبّب موجات تسونامي مدمّرة للدول الـ11 المشاطئة.
حلاً عاجلاً:
وتوصل فريق الرصد والتوعية الوطني "الصحة والبيئة" إلى أهم الحلول العاجلة والرئيسية، منها "العمل على خفض الغازات الدفيئة في الجو، مثل ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان".. مؤكداً بأن هذا الحل العاجل يأتِ قياساً بأمرين أثنين مهمين، الأول ارتفاع درجة حرارة البحر في المناطق العميقة من البحر المتوسط أكثر مما ترتفع في بحار العالم الأخرى ومحيطاته، والآخر ارتفاع تركيز ثاني أوكسيد الكربون إلى زيادة حموضة مياه المتوسط السطحية.
وتوقع فريق الرصد زيادة مذهلة في ارتفاع منسوب البحر إلى المتر من مقدار 6 سنتيمترات وهو حاله في السنوات العشرين الأخيرة، وقد لا يحدث ذلك إلا إذا تسارع ذوبان الجليد القطبي الجنوبي.
إرسال تعليق